مروي الصالح” المقدمة”: مساء الخير باسمي وباسم مبادرة ” هُنَّ ” لنشاط المرأة في قطر والخليج العربي التي تتشرف باستضافتكم الليلة في ظهور أمسية ثقافية هادفة لنحتفي معاً بعيدهنَّ الدولي والكوني، ولا عجب إذا ما رأيت نصف الكون فيهُنَّ، التي تستدل في كادر نصف الكوني الآخر وهم رجال قدروا قيمة المرأة، فرسموا بدفء ومحبة إطاراً لصورة ملونة تجمعهما معاً …

أرحب بكم أعزائي الحضور في ليلة استثنائية نبحث فيها عن قضية باتت ملحة ذات أبعاد وحيثيات، حيث نتابع حراك المرأة على السوشل ميديا ما بين الحضور والظهور والتأثير وانعكاسات ذلك على هويتها الثقافية. نبدأ بتوضيح أن المجتمع المدني يحرص وعلى رأسه مبادرة ” هُنَّ ” على تفعيل دور المرأة ونشاطاتها في التنمية الشاملة، والحرص على تمكينها مع الأخذ بالاعتبار واجباتها ومسؤولياتها بكافة المجالات، لما له من امتدادات على هويتها الفكرية والثقافية كأحد مؤشرات التنمية التي تقاس عليها ثقافة الأمم، وقد يتساءل أحدهم عن أهمية البيئة الرقمية في مواقع التواصل المختلفة في دعم قضايا المرأة وتكوين هويتها الثقافية والفكرية، والتي تعد سلاحاً ذو حدين من خلال تأثيرات استخدام هذه البيئة على مستخدميها.

ثانياً ما بين تعزيز لملامح هذه الهوية أو تشويهها أو التخلي عنها، ورغم أن معظم الدراسات قد ركزت على هذه القضايا بعينها كقضية تمكين المرأة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وانعكاسها على قيمها ومعتقداتهم وبنائها الثقافي. ونحن اليوم من خلال هذا اللقاء الغني بالنجوم نحاول تسليط الضوء على السلبيات والإيجابيات من هذه الأداة شديدة الفعالية في التعبير عن الذات وتغيير الثقافة الشعبية.

أولاً يشرفني أن أعرف باسمي مروي الصالح مديرة في المنصة بيوم المرأة الدولي بإذاعة صوت الخليج والمؤثرة على منصة التواصل الاجتماعي، وسوف أكون بإذن الله المايسترو الذي يحاول اليوم أن يقدم لكم ما يرتقي لذائقتكم الفكرية.

رحبوا معنا بضيوفنا الأعزاء الذين ينيرون ليلة ذات عبق أصيل وأجواء متفردة بطرحها وأسلوبها خاصة بتوافقها مع اليوم العالمي للمرأة.

 إذاً سيداتي سادتي نرحب معكم بالأستاذة ميسلون، الروائية ومنتجة الأفلام في قناة الجزيرة الوثائقية، اختيرت من قبل المنصة وآخر رواياتها كانت باسم زهرة. ونرحب بالأستاذة إيمان الكعبي الإعلامية والنشطة في السوشيال ميديا. والأستاذة أمينة المتخصصة في إدارة الأعمال مهتمة بشؤون المرأة ومؤثرة في برامج التواصل الاجتماعي. وأيضاً نرحب بالأستاذ علي رائد أعمال ومؤثر في السوشيال ميديا. ونرحب أيضاً بالأستاذ الشاعر عبد الرحمن سعود مرشد اجتماعي ومهتم بالقضايا الاجتماعية والأعمال الخيرية. ونرحب بالأستاذ حمود الكاتب الإعلامي النشط على منصات السوشيال ميديا.

المقدمة مروى الصالح: سنبدأ بالحديث عن تجربتكم في السوشيال ميديا وخلفيات هذه التجربة من إيجابيات وسلبيات، وعلاقتها بوضع المرأة في قطر في العام الحالي، فالواقع أن 2024 هي سنة لديها أمثلة عن النساء المكافحات يلي خلونا نحس بالاحتفال بيوم المرأة العالمي، وإنو المرأة قوية وتستحق أن يُحتفل بها بهذا اليوم، فهنالك تجربة فريدة في كل بيت خاصة في السوشيال ميديا لذلك أحب اليوم أن نتعرف أنا والجمهور على تجربتهم في السوشيال ميديا قبل أن ندخل في لمحات عن هذه التجربة.

ميسلون: مساء الخير لكم جميعاً أنت أضفتِ نقطه جميلة في تقديمك، نحن النساء نعيش في جانب مليء بالرفاهية، ومن جهة أخرى هنالك نساء تعيش الموت في غزة، وهذه مناسبة جميلة لنذكرهم، لأنه في تقرير صدر من الأمم المتحدة أنه يومياً 73 امرأة فلسطينية في غزه تموت 37 وحده منهم، أما نحن ففعلاً محظوظات نعيش في عالم مختلف تماماً بينما نساء تحت القصف يقدمون عوائلهم فداء الوطن فيستحقون ذكرهم بهذه الكلمة البسيطة.

وبالعودة للسؤال فإن السوشيال ميديا أفسح مجالاً كبيراً لكل فئات المجتمع، لان العالم الافتراضي يعكس صورة المجتمع، وبالنسبة لي كمؤثرة على السوشيال ميديا وكشخص له علاقة بالرواية فإن السوشيال ميديا قدمت الكثير لي خاصة وأني مهتمة بالكتابة والقراءة. فقد تكون لي شخصيه خجولة بعض الشيء لذا وجدت إيجابيات من استخدامي للسوشيال ميديا فهو عالم سهل أما بالنسبة لسلبياته إنه يحد من العلاقات الاجتماعية

المقدمة: أُحِبُّ التعبير المجازي، وكان حديثُ السوشيال ميديا محطَّ اهتمامي. يُعَتَبَرُ الحضورُ الخجول للمرأة في هذا السياق قد يكونَ بمثابة النجاة. وسنعودُ لاحقًا إلى هذا النقطة، لنتساءلَ معًا: هل يُمكنُ أن يكونَ الحضورُ الخجولُ هناك بديلًا جيدًا؟

أمينة: كانت تجربتي في عالم السوشيال ميديا فريدة ومثيرة للاهتمام. قد تتعرض هذه المنصة لانتقادات عديدة بسبب ابراز العيوب. لكني دائمًا أسعى لتقديم النسخة الأفضل من نفسي في كل الجوانب، سواءً في الثقافة، أو الاجتماعات، أو حتى في دوائري العائلية. وبين صديقاتي، أعتبر وجودي في وسائل التواصل الاجتماعي فرصة لتبادل الأفكار والخبرات، وهو جانبٌ جميل من هذا العالم، على الرغم من الجدل المحيط به.

تستفيدين أنتِ أيضًا من وجودك في عالم السوشيال ميديا، وذلك يتجلى من خلال شعورك بالمسؤولية وحسِّك بالمبادرة. أتمتع بشعور دائم بأنني قادرة على تقديم الفائدة للمجتمع، حتى لو كانت هذه المساهمة بسيطة، ويسعدني أن أكون قدمتُ يد المساعدة لأي شخص يحتاجها، وحينما يشكرني أحدهم على ذلك، يملأني الشعور بالسرور والرضا.

شكرا أمينة، الان ننتقل للأستاذة إيمان.

إيمان: تجربة ليست قليلة بالمرة، في الحقيقة، تلقيت مكالمة سابقة للمشاركة في جمعية خيرية تعمل على تقديم المساعدة والعون للآخرين. نحن، كمجتمع قطري، نهدف بشكل عام لزيارة بيوت ودور الأيتام للبنات والبنين، لنوصل صورة إلى أهل قطر بأن تبرعاتهم تصل إلى من يحتاجونها. هذه الرسالة الإنسانية جعلتني أشعر بالرغبة في الانخراط في العمل التطوعي، الذي من خلاله عرفت قيمة الإنسانية والتعاطف مع الآخرين.

وقد شعرت بقيمة الحياة التي نعيشها عندما واجهت هذه التجربة بشكل مباشر. إنها تجربة تعلمت من خلالها كيفية قيمة العمل التطوعي، وأدركت أهمية مساهمتي في توجيه التبرعات إلى الأماكن المناسبة. وعلى عاتقي مسؤولية نشر القيم والأفكار التي تهم المجتمع، والتي يمكن أن تظهر الصورة الحقيقية لثقافتنا وقيمنا المحافظة للعالم.

لذا، يمكن القول إن دوري في السوشيال ميديا كان رسالة إنسانية، تعكس التزامي بالعمل الإنساني والتأثير الإيجابي الذي يمكن أن يكون للصانعين للمحتوى في المجتمع. هذه التجربة كانت درساً حياً لي، يؤكد على أن مشاركتي ونشري للمحتوى يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الآخرين وعلى المجتمع بشكل عام.

حسناً الآن ننتقل إلى حمود

حمود: أسعد الله مساءكم. أولًا، أرغب في التأكيد على أن السوشيال ميديا تعتبر منصة رائعة لتبادل الآراء والتعارف، وتمثل مساحة تفاعلية تجمع بين الثقافات والخلفيات المختلفة. في الوقت الحاضر، يعد التنوع في استخدام السوشيال ميديا شيئًا جميلًا، حيث تضم المنصة مشاركات من الفتيات اللواتي يعملن كأطباء ومهندسات وغيرهن.

من وجهة نظري، المجتمع القطري يتمتع بتنوع ثقافي واجتماعي يجعل تبادل الآراء والخبرات بين الرجال والنساء ضروريًا ومفيدًا. بناءً على تجربتي الشخصية، أرى أهمية مشاركة المرأة في المجتمع وتعزيز دورها في مختلف المجالات. إن المرأة اليوم تحظى بتمكين قانوني يسمح لها بالمشاركة والإسهام في مجالات متعددة، وبالفعل، وصلنا إلى مرحلة تطوير دعم المرأة وتشجيعها في مختلف الميادين.

في الحقيقة، عدو المرأة اليوم ليس فقط الآخرون في المجتمع، بل قد يكونون أيضًا أفراد أسرتها. لذا، يجب علينا جميعًا التحرك نحو تعزيز مكانة المرأة ودعمها في المجتمع، وذلك من خلال تشجيعها وتقدير دورها الحيوي والمهم في بناء المجتمع وتقدمه.

أستاذ علي حدثنا عن تجربتك في السوشيال ميديا

علي: درست في الولايات المتحدة وأوروبا، وبدأت رحلتي في عالم السوشيال ميديا بصفحة بسيطة على إنستجرام، حيث نشرت بعض الصور مع مصارعين، مما أثار فضول الناس وجعلهم يسألون عن هؤلاء الأشخاص. بعد ذلك، زاد عدد أصدقائي بشكل كبير خلال فترة قصيرة، ونصحني البعض بفتح تطبيق آخر لتقديم فوائد للناس.

فعلاً، قمت بفتح هذا التطبيق وزاد عدد متابعينا بشكل ملحوظ، مما أثر بشكل إيجابي على شخصيتي وجعلني أتطور وأتغير نحو الأفضل. في السابق، كنت شخصًا خجولًا، ولكن من خلال السوشيال ميديا تغيرت شخصيتي وأصبحت أكثر انفتاحًا وتواصلًا مع الآخرين.

ومن خلال هذه التجربة، تمكنت من تنظيم مجموعة تضم 24 طالبًا في قطر فقط، ولقد شعرت بالراحة والفخر لتقديم المساعدة للآخرين. وهي الآن في طريقها للتوسع لتصل إلى الرياض والأردن ومصر، وذلك بفضل الله تعالى وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي في تغيير حياتي وحياة الآخرين بشكل إيجابي.

 تستحق تحيه لهذا الإصرار، حدثنا أستاذ عبد الرحمن عن تجربتك

عبد الرحمن: دخلت عالم وسائل التواصل الاجتماعي وشعرت بأن هذا العالم ليس مناسبًا لي. بدأت رحلتي مع منصة “إكس”، حيث كانت لدي فكرة غير صحيحة عني، حيث اعتبروني شخصًا متشددًا ومعاديًا للمرأة، ولكن هذا الكلام ليس له أساس، فأنا لا أؤمن بالاختلاط وأرى أنه حرام، ولكن هذا لا يعني أنني ضد المرأة بشكل عام. الاختلاط لديه تفاصيل يجب مراعاتها وتحليلها.

وماذا عن تجربتك أنت يا إيمان

إيمان الكعبي: دخلت إلى نفس المجال ولكن بطريقة مختلفة، إذ لم أحول أن أظهر نفسي بصورة مثالية، بل سعيت لتحقيق التوازن بين مشاعري وأفكاري وبين تواجدي في المجتمع الرقمي.   ما وجدته هو أن هناك شيء من المنافسة بين النساء في العالم الرقمي، حيث يملن إلى محاكاة الآخرين بدلاً من استغلال فضائلهن، وهذه المنافسة تولد من طبيعة المرأة، وتظهر في الغالب كغيرة عامة. فعلى سبيل المثال، إذا شاهدت مروي تحقق نجاحًا، فقد تكون من رأتها قادرة على محاكاتها لتحقيق النجاح وتعبر عن شخصيتها من خلال ذلك.

كما كان جزءاً من تجربتي هو محاولة والدتي منعي من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن بدأت ارتداء الحجاب، ولكني أقنعتها ألا تعارض بين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وعندما شرحت لها بالتفصيل ماهية ما أقوم به على الإنترنت ارتاحت تماماً وصارت عاملاً مساعداً لي في كل ما قمت به.

ما هو المحتوى الذي تجدونه مناسب لتقدمه المرأة في السوشيال ميديا:

أمينة: عندما نتحدث عن المنافسة في عالم السوشيال ميديا، فإنه يتعين علينا أن نمتلك محتوى يستحق هذه المنافسة. ما يميز المحتوى الممتاز هو قدرته على جذب الانتباه والتفاعل، وهو ما يجعل الأشخاص يشعرون بالرغبة في مشاركته والتفاعل معه. عادةً، يقدم الأشخاص المحتوى الذي يتناسب مع اهتماماتهم وحياتهم اليومية، مثل الموضة والطهي والتربية والجمال. ومع ذلك، يمكن للمرأة أن تقدم محتوى يتعلق بقضايا المجتمع والأسرة والأطفال بطريقة فريدة تعبر عنها. يمكنني، امرأة، تقديم محتوى يتعلق بقضايا تهم النساء والأسرة، ولكن يجب أن أتوفر على الأدوات والمهارات اللازمة لتقديمه بشكل يثير الاهتمام ويفيد الجمهور، وإلا فقد يكون من الأفضل عدم التعرض للسخرية أو التجاهل.

المقدمة: الأستاذة ميسلون قالت إن الغالبية من النساء في السوشل ميديا يركزون على اهتماماتهم النسائية الاعتيادية فقط، وللأسف أقل اهتمام هو الجانب الفكري والثقافي، هل حضوركم دائما خجول؟

ميسلون: يظهر بوضوح أن الصورة النمطية التي تُرسخها النساء على منصات التواصل الاجتماعي غالبًا ترتبط بالرفاهية والحياة العائلية السعيدة، حيث يتوقع منهن أن يكونن أمهات مثاليات وشركاء محبين. هذا النمط الكلاسيكي يفضله البعض على حساب التواجد والظهور في المجالات الأخرى كالثقافة والأدب والفن، فقد تجد النساء يواجهن صعوبة في قبولهن ككتّاب أو شعراء أو روائيات، حيث يميل الجمهور عمومًا إلى البحث عن المحتوى السطحي الخفيف الممتع.

 إن النساء الجميلات اللاتي يقدمن المحتوى الخفيف والممتع غالبًا ما يجذبن الاهتمام والتفاعل على وسائل التواصل، ومن هنا فإنهن يحظين بشعبية كبيرة في هذا العالم الرقمي. بالمقابل، يحلم البعض بالوصول إلى جمهور متخصص في الكتابة والأدب والنقد الفني، وهذا الجمهور النخبوي يمثل عالمًا محصورًا وخجولًا للغاية.

وبالفعل، ليس من الضروري أن تكون الحسابات التي تثير الاهتمام أو تناقش القضايا ذات طابع أدبي، فقد يكون الغرض منها تقديم المحتوى بطريقة مبتكرة وممتعة بدلاً من أن تكون مملة. المتابع هو الذي يحدد ما يجذبه وما يثير اهتمامه، وعادة ما يكون رغب في الابتعاد عن الروتين والاستمتاع بمحتوى يسليه في وقت قصير. لذا، فإنه قد ينجذب إلى المحتوى الخفيف والممتع دون أن يكون مدركًا لحجم المسؤولية التي قد تقع على الصانعين لهذا المحتوى.

ومن الجدير بالذكر أن الثقافة البصرية لها دور كبير في جذب انتباه الجمهور، حيث يتفاعل الأفراد بشكل أكبر مع المحتوى الملون والمبهج والخفيف، حيث يلهمهم الألوان والرسومات والصور الجذابة. لذا، فإن المتابع عادة ما يكون لديه فضول لاستكشاف المحتوى الذي يقدمه الصانعون ويستمتع به، سواء كان ذلك بشكل مرئي أو بطابع ثقافي أو أدبي، وهذا يحدده اهتمامه الشخصي ورغباته في التواصل مع المحتوى الرقمي.

المقدمة: ذكرنا أن المتابع يبحث عن المتعة خلال وقت قصير، الألوان والقضايا الحياتية البسيطة والأشياء الجميلة، وبنفس الوقت قلنا إن المتابع هو المحرك: هل هذا هو السبب الذي جعل نسبة كبيرة من حسابات النساء ووجودهم في السوشيال ميديا عبارة عن وجود باهت تافه؟

إيمان الكعبي: بالتأكيد، تلعب نوعية الجمهور المستهدف دورًا هامًا في تأثير المحتوى الذي يتم تقديمه عبر منصات التواصل الاجتماعي. في البداية، قد يكون الهدف من دخول الفرد إلى عالم السوشيال ميديا هو الحصول على المعلومات بسرعة وسهولة. ومع مرور الوقت، إذا لم يتم تطوير الذات وتحسين مهاراته، فلن يكون لديه أي تأثير يذكر. يجب على الفرد أن يعمل على تنمية مواهبه وقدراته بشكل مستمر، فمن المهم التجديد والابتكار في المحتوى الذي يقدمه للجمهور، وعدم الوقوف عند حدود معرفته وخبراته الحالية.

ومن المؤسف أن المجتمع يزال يركز بشكل مفرط على أخطاء المرأة، حتى على منصات التواصل الاجتماعي. فالتقاليد والعادات الاجتماعية هي التي غابت عن دور المرأة لفترة طويلة، ولكن اليوم، يلاحظ الناس بوضوح قوة وتأثير المرأة في مختلف المجالات، ويتزايد الاهتمام بإنجازاتها ومشاركتها في مختلف الأنشطة الثقافية والاجتماعية والفنية.

لذا، ينبغي من وجهة نظري أن يكون التركيز على إظهار إنجازات المرأة وتقدير دورها في المجتمع، بدلاً من التركيز على أخطائها وإهمال إسهاماتها. إن توجيه الضوء نحو قدرات المرأة ومواهبها يساهم في تعزيز مكانتها وتحفيزها للمشاركة الفعّالة في تنمية المجتمع وبناء مستقبل أفضل للجميع.

رأيكم في مسألة مشاركة وظهور المرأة كرائدة أعمال بالشوسل ميديا

المقدمة: نشكرك على تقديرك لدور المرأة، وخاصة في مجال السوشيال ميديا.  أستاذ علي. على وسائل التواصل الاجتماعي يمكننا رؤية نماذج من رائدات الأعمال اللواتي، لولا وسائل التواصل هذه، لكنا لنعرف فقط أسماء مشاريعهن ومنتجاتهن، دون معرفة القصة الشخصية وراء الكواليس. فأنا كرائدة أعمال في مجال السوشيال ميديا، أود منك أن تشاركني تجربتك ورؤيتك حول حضور ومشاركة المرأة كرائدة أعمال في هذا المجال. هل ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتحديد في قطر، في توضيح هذه النماذج؟ أم لا تزال الصورة غامضة بالنسبة لرائدي الأعمال، ولكنها واضحة للمحتويات الأخرى”

على: أرغب في أن أشير إلى أنني شخصيًا في مجال ريادة الأعمال، قد تعرفت على العديد من النساء الرائدات في الأعمال خلال عملي في مجال السوشيال ميديا. يتولى هؤلاء النساء القيادة في شركاتهم ويظهرن في منصات التواصل الاجتماعي، وأنا أتابعهن وأفهم فكرتهن وأسلوبهن في التجارة. إن كنت تديرين مشروعًا تسويقيًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فهذا أمر مهم لأنه يساعد في جذب المزيد من العملاء. كما أنني أفهم النوعية التي تقدمينها في مشروعك الخاص، فمن المهم على رائد الأعمال أن يكون وجوده مرآة لما يقدمه.

وبعض رواد الأعمال يتساءلون عما إذا كان من المهم ظهورهم على وسائل التواصل الاجتماعي، بينما تظهر كل خدماتهم دون ظهورهم الشخصي. يجب عليهم أن يدركوا أن ظهورهم يمثل رابطًا بين المنتج والشخصية، ويجب أن يشاركوا قصتهم وأصولها.

وهذا الأمر مهم للغاية للمتابعين، حيث يمكنهم فهم كيف بدأ المشروع وما الدافع وراء ذلك. يمكن أن تكون قصة البداية حافزًا للعديد من النساء اللواتي يرغبن في بدء مشاريعهن. تلك القصص تمنح المتابعين الصبر والإلهام، حيث أن العديد من النساء القطريات قامن بفتح مشاريع منزلية ونجحن في تطويرها من الصفر.

المقدمة: أستاذ علي يؤكد على أن فكرة ظهور المرأه تحديداً في مجال ريادة الأعمال في السوشيال ميديا مهم لدرجة فتح آفاق وفرص مشاركه الرجال في مشاريعهم.

علي: صحيح نحن الرجال في الأساس نفعل ذلك بشكل مستمر، هناك رجال تخلق حافز لشباب كثر وأيضاً هنالك نساء تخلق حافز لبنات أخريات.

المقدمة: شكرا أستاذ علي. عبد الرحمن بما أننا كنا نتكلم عن دور المرأة في السوشيال ميديا كرائدة أعمال، فعلينا الاعتراف بأنه مهما كانت المرأة إنسانة مستقلة فهي بحاجة إلى دعم لتكمل طريقها شأنها في ذلك شأن أقوى الرجال.  وبما أنك تتبنى قضايا الآخرين ما هي نسبه مساهمتك في دعم المرأة في السوشيال ميديا من خلال حساباتك؟

 عبد الرحمن: بدايةً، القضايا التي أطرحها تتطلب مني القدرة على التعامل معها بشكل مختلف. لقد أشرت سابقًا إلى أن المرأة تمثل جزءًا هامًا من المجتمع، ولكن ليس كل المجتمع. كرجل، أشعر أنني أتحمل نصيبي العادل من المسؤولية في الحياة، حيث إننا كمجتمع قد اتجهنا في تيار ديني ظالم جعلنا نرى أشياء حرام، وقد توضح لنا الحقيقة.

وهناك تفاصيل يجب أن نبحث فيها، فالبعض يصفني بأنني متشدد!! يسألون لماذا يحصل الذكور على حظ أكبر من الإناث في الحقيقة؟ يجب أن ندرك أن المسؤولية تقع على الرجل في توفير الدعم للمرأة، فهو يتحمل نصف المسؤولية الدينية. لقد تحول تيارنا السابق من التشدد إلى دعم المرأة في الوقت الحالي، وهذا التغيير كان ملحوظًا بالنسبة لي عندما أصبحت أبًا لبنات.

هل هنالك توازن في الحضور ما بين الرجل والمرأة في السوشيال ميديا

 المقدمة: بالطبع، سأقوم بتحويل النص إلى العربية الفصحى:

ستأخذنا إجابتك في الحقيقة إلى مسألة أخرى تستحق النقاش، على الرغم من أن لدينا المزيد من الأسئلة التي تنتظر إجاباتها، فبعد تناولنا لموضوع حضور المرأة والرجل في منصات التواصل الاجتماعي، فهل وصلنا إلى مرحلة التوازن في حضورهما، أم أن مشاركة المرأة تفوق مشاركة الرجل؟”

حمود: لا يمكن تحقيق التوازن من وجهه نظري.. الله سبحانه وتعالى يسر كل منا لما خلقنا، خلق خصائص عند النساء بحيث تستطيع الواحدة منهن أن تسيطر على 10 أولاد في وقت واحد، بينما أنا الرجل أنا لا أقدر أن أسيطِر على ولد واحد. إنها أقوى مني، تستطيع إدارة والتحكم في الأمور التي لا أستطيع التحكم فيها أنا كرجل قوي، لكن في الوقت نفسه، زوجتي لا تستطيع مواجهة التحديات التي تتطلب قوة وصبر في الحياة الخارجية.

 لذا، التوازن غير ممكن؛ لأنها تمتلك مهارات وقدرات أنا كرجل لا أمتلكها. الجملة الأكثر تناسبًا هي: الرجل لا يتنافس مع المرأة، والمرأة لا تتنافس مع الرجل. عندما تدرك المرأة هذه الحقيقة، وهذا المفهوم، تقل المعارك. لن تختفي تمامًا، ولكنها ستقل.

المقدمة: أستاذ علي هل هناك من وجهة نظرك توازن بين المرأة والرجل في السوشيال ميديا؟

علي: لا يمكنني تقديم إحصائيات محددة في هذا الصدد، لكن بالصراحة، ليس لدي توازن محدد بسبب تخصصات معينة. على سبيل المثال، يفضل الرجل عادةً متابعة أخبار الرجال وتفاصيل حياتهم، بينما تهتم النساء بأمور مختلفة مثل المكياج والموضة. لا يوجد توازن محدد بينهما بالتأكيد.

 في الحقيقة، الأهم من التوازن هو الجودة: أي أنه يجب أن يكون المحتوى المقدم مفيدًا سواء كان من قبل الرجال أو النساء، وليس فقط لجذب المتابعين. قد تجد نساء في قطر يملكن قاعدة متابعين تفوق عشرة أضعاف عدد مشاهير الرجال، والعكس قد يحدث أيضًا. الجودة في المحتوى هي الأهم، حيث يجب أن يكون له قيمة وأن يكون مفيدًا.

المقدمة: شكراً لك، أستاذ حسن أعطنا رأيك حول نفس السؤال.

عبد الرحمن: أوافق على ما قاله الأستاذ علي في هذا الصدد. بالفعل، من الصعب تحقيق التوازن في بعض الأحيان. على سبيل المثال، أنا أبحث عن محتوى يلبي اهتماماتي الخاصة، ولكن يبدو أن النخبة قليلة في هذا الصدد، وخاصة بين الشباب، فحتى بين المثقفين الشباب، يمكن أن يكونوا قلة في بعض الأحيان. يوجد نقص في المحتوى الذي يستهوي الفئات العمرية الشابة، وهذا يمثل تحديًا لتحقيق التوازن. من الصعب التعبير عن الاهتمامات الثقافية في بعض الأحيان بسبب العوائق التي قد تواجهنا، وهذا يشكل عائقًا يجعلنا نشعر بالخجل.

المقدمة: إيمان ما رأيك في الموضوع؟!

إيمان: “رأيي في هذا الموضوع صراحة هو أنه لا يوجد توازن في ظهور الرجال مقارنةً بالنساء في منصات التواصل الاجتماعي، وهذا يعود إلى التحكم الثقافي والاجتماعي الذي يعتبر كلمة ‘عيب’ أو ‘حرام’ مترتبة على تصرفات النساء في المجتمع. هذه التحديات تؤدي إلى كبت مهارات كثيرة للنساء وعدم إظهارها بشكل كامل. ومن الواضح أن هناك نماذج رائدة تقدم محتوى هادف وذو قيمة، وأتمنى أن يكون لهؤلاء النماذج تأثير إيجابي على الفتيات الأخريات ليكون لهن قدوة.

من الجيد أن نرى أمثال الأستاذ محمد السويدي يفخر بإنجازات ابنته، وهذا يعكس القيمة الحقيقية للمساواة والاعتراف بإنجازات الإناث، ويجب علينا تشجيع المشاركة النسائية في مجالات التعليم والتخصصات النادرة، وتسليط الضوء على المواهب والإنجازات التي تقدمها النساء في مجتمعنا.

فمعرفة الناس بما يقدمه النساء هو أمر ضروري، ويجب علينا كمجتمع أن نحارب التحديات الثقافية التي تمنع النساء من الظهور بكامل إمكانياتهن. بنات قطر يتمتعن بالإبداع والمواهب، ويجب علينا أن نكافئهن بالاعتراف بإنجازاتهن وتشجيعهن على المشاركة الفعالة في جميع المجالات، دون قيود أو تحيز.

المقدمة: واضح أن هناك آراء متنوعة في المجتمع بشأن ظهور المرأة في السوشيال ميديا وفي الحياة بشكل عام، وقد يكون بعض الأفراد يعبرون عن مواقف محافظة تجاه تصرفات النساء. ومن المهم أن نحترم تلك الآراء ونتعامل معها بشكل محترم ومتفهم، مع الحرص على فهم السياق الثقافي والاجتماعي الذي يؤثر على تلك الآراء.

فاحترام العادات والتقاليد تشكل جزءًا كبيرًا من هوية المجتمع الناجح، وقد يتمسك بعض الأفراد بها بقوة. ومع ذلك، يمكن للنقاش المفتوح والمتسامح أن يساعد في فهم مواقف الآخرين وتبادل الآراء بشكل بناء، في النهاية، تظل حرية التعبير واحترام التنوع الثقافي والفكري أمورًا مهمة في بناء مجتمع متسامح ومتقبل للجميع.

 أمينه اعطيني رأيك في موضوع التوازن.

 أمينة: فعلاً، هناك وسائل عديدة يمكن للمرأة من خلالها التأثير والتميز دون الحاجة إلى الظهور العلني أو التخلي عن قيم وعادات الأسرة والمجتمع. يمكن للمرأة أن تبرز حضورها ومساهمتها بالعديد من الطرق، مثل الكتابة في الصحف والمجلات، أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية، أو حتى عبر المشاركة في البرامج التلفزيونية والإذاعية التي تسمح بالتعبير عن الآراء والأفكار.

المهم هو أن تكون هذه الخطوات متوافقة مع قيم ومبادئ الأسرة والمجتمع، وأن تتم بطرق تحترم الثقافة والتقاليد المحلية. وبهذه الطريقة، يمكن للمرأة أن تحافظ على هويتها وكرامتها الشخصية، وفي نفس الوقت تسعى لتحقيق طموحاتها ومساهمتها في المجتمع.

المقدمة: شكراً أستاذة أمينة، أستاذة ميسلون نختم حديثنا عن التوازن عندك: نحن جميعنا الإخوة والأخوات أجمعنا على أنه لا يوجد توازن بين المرأة والمجتمع في الحضور المجتمعي، وأنه من الصعب أن يتم خلق هذا التوازن، ومن وجهة نظرك هل سينعكس هذا التوازن إن وجد بصورة إيجابية على السوشيال ميديا؟

 ميسلون: أولاً عندي إحصائية عالمية أن حضور المرأة في السوشيال ميديا يعادل 17%، أي أنها تشكل 17 من أصل 100 هم حوالي 136 مليون من المتواجدين في الفيس بوك، وتؤكد لنا هذه النسبة أن الحضور النسائي حتى اللحظة في عالم السوشيال ميديا حضور خجول ومتردد، ولكن إذا نظرنا إلى نوعية المحتوى فسنكتشف أن المحتوى النسائي مشابه لحد كبير مع المحتوى الرجالي.

وصحيح أن التنمر على المرأة في العالم الافتراضي واقع لا يمكن الهروب منه في مجتمعات مختلفة، وهو يعكس الثقافة والتقاليد والتوجهات الاجتماعية في تلك المجتمعات، وأنه يمكن أن يكون التنمر على المرأة في السوشيال ميديا عبارة عن تعبير عن القيم والمعتقدات السائدة في بعض الأحيان، كما أنه يمكن أن يكون مؤثراً بشكل سلبي على ثقة المرأة بنفسها وعلى إنتاجها الفكري والإبداعي.

ومع ذلك فحقيقة أخرى تظل واضحة وهي أن المرأة تظل تتحدى التحديات وتسعى جاهدة لتحقيق مكانتها وتأثيرها في العالم الافتراضي. بالرغم من التحديات والضغوطات التي قد تواجهها، إلا أنها تستمر في تقديم محتوى جذاب ومفيد يسهم في تغيير النظرة العامة تجاهها ويعزز مكانتها في المجتمع. ومن المهم أن تستمر المجتمعات في دعم وتشجيع المرأة على التفوق والتألق في مجالاتها المختلفة، وتعزيز ثقتها بنفسها لتتمكن من مواجهة التحديات بثقة ونجاح.

ويمكننا أ، نرى أن المرأة في قطر تحظى بدعم وتشجيع من مختلف الجهات في المجتمع، سواء من الجهات الحكومية أو غير الحكومية. وهذا الدعم والتشجيع يسهم في تعزيز حضورها ومساهمتها في مختلف المجالات، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق التوازن بين المرأة والرجل في العالم الافتراضي وفي المجتمع بشكل عام.

المقدمة: من المهم أولاً أن نعترف بأن هناك مشاكل وتحديات تؤثر على هوية المرأة الثقافية في العالم الرقمي، وهذا يتطلب تحركًا جادًا للتصدي لهذه الظواهر السلبية والعمل على تعزيز دور المرأة ومساهمتها الإيجابية في هذا المجال.

وأعتقد   شخصياً مما اطلعت عليه أن مبادرة “هُنَّ” تعتبر خطوة هامة نحو تمجيد مكانة المرأة وإسهاماتها في التنمية الشاملة والمستدامة، خاصة في قطر والخليج العربي.

 وتهدف هذه المبادرة إلى تمكين المرأة ودعمها في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والعالم الرقمي بطريقة تعزز هويتها الثقافية وتسهم في نشر رسائلها وأفكارها بشكل إيجابي.

وبالتعاون مع مثل هذه المبادرات، يمكن أن يساهم الجميع في تحقيق مجتمع رقمي أكثر توازناً وعدالة، يعكس تنوع وتميز المرأة ويعزز دورها كمحرك للتغيير والتطور في المجتمع.

واسمحوا لي أن أترك المجال في ختام ندوتنا للسيدة شيخة الخاطر رئيسة مبادرة هنّ للحديث عن المبادرة بشكل أكثر دقة وتفصيلاً.

 شيخة الخاطر: بسم الله الرحمن الرحيم اعبر عن شكري وامتناني لكم جميعا.

 في البداية، اسمحوا لي في التعبير عن عظيم الشكر والامتنان لكم جميعا أيها الجمهور الكريم على قبول دعوتنا لكم اليوم، وتقديمكم الدعم ل “هُنّ” من خلال تواجدكم معنا في هذه الأمسية للاحتفاء بيوم المرأة الدولي، كما أتوجه بوافر الشكر والعرفان لضيوف هُنَّ على المنصة الذين بادروا مشكورين بالحضور لدعم المرأة من خلال هذه المبادرة، والتي بإذن الله ستنمو في الأشهر القليلة لتتحول إلى “مركز هنّ لنشاط المرأة في قطر والخليج” تحت آفاق الحاضنة الأولى لرياده الاعمال.

 طبعاً انطلقت رحلتنا من الحاجة التي باتت ضرورية للمرأة اليوم وهي توعيتها في المقام الأول، وتمكينها والأخذ بيدها في معالجه قضاياها التي تعيشها لحظة بلحظة. ولقد ولدت المبادرة على أيدي متطوعات مثابرات مؤمنات بقضاياهن وقدرتهن على المساهمة في رسم مسار أكثر صحة لحراك المرأة، خاصةً في ظل التحديات الرقمية التي تواجه قضاياهن تحت تحديات الفوضى الرقمية الشرسة، لتحاول تقديم صورة أخرى كامرأة مثقفة معتزة بهويتها وعروبتها.

مروى الصالح:

في النهاية أتوجه بالشكر بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن مركز شورى لكل الحاضرين وفي مقدمتهم المشاركين من رواد السوشيال ميديا وضيوف الندوة الكرام على إثرائهم للحوار بمشاركاتهم المتميزة، وأتمنى لهم دوام التوفيق في حياتهم العملية والشخصية، داعية الله أن يجمعنا على خير في لقاءات ممتعة جديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *